الاثنين، 11 مايو 2009

غزة رمز الكرامة والعزة

غزة رمز الكرامة والعزة ........... الله أكبر يا غزة

أما بعد :
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا علي الناس ... دعاء
أيها الأحبة الكرام :
ستة أيام كاملة ومازال أخواننا في غزة يتعرضون إلي هجمة وحشية بربرية قصف وهدم وقتل للأطفال والنساء والشيوخ والشباب والرجال والعالم كله سكوت لا يتحرك إلا بالشجب والتنديد والإنكار.
إلي الآن استشهاد أكثر من 450 شهيد وأكثر من 2500 جريح .
وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بالأمة الإسلامية نري وجهات نظر الناس تختلف من واحد للآخر حول ما يدور وما يحدث للأمة فهناك من الناس من لا يعرف حيقيقة الإحتلال واليهود وهناك من الناس من لا يعرف حقيقة هذه الحرب التي شنت علي غزة ويرمي باللائمة علي المقاومة المسكينة التي تدافع عن أرضها وحقها في الوجود, بل هناك من العلماء المنبطحين والمهزومين دائمًا يحاولون أن يلصقوا التهمة بالضحية؛ بتهمة أنه استفزَّ الجاني، وتسبَّب في هياجه.. وهم ذلك يضللون الأمة علي شاشات القنوات الإعلامية المضللة.
ولذا رأيت من الواجب علي وعلي كل خطيب أن يوضح الصورة للناس حتي لا يختلط الحابل بالنابل ولا يختلط الحق بالباطل والخطأ بالصواب. وحتي لا يضيع وقتنا فسوف أركز حديثي في عدة عناصر :
1: لماذا نادافع عن فلسطين ؟
2: اليهود ليس لهم حق في فلسطين
3: حقيقة اليهود
4: شبهات والرد عليها
5 : ما المخرخ مما نحن فيه
أيها الأحبة الكرام :
أولا : لماذا ندافع عن فلسطين؟ أو ما الذي يدفعنا نحن المسلمون ان نكرر الحديث والتذكير بهذه القضية التي طال الحديث عنها منذ أن دخل اليهود أرض فلسطين _ بعض الناس يقولون مالنا ومال فلسطين _ بل إن شئت فقل أي شيء تمثله فلسطين في حس الأمة الإسلامية ؟ فلسطين تقرب لنا إيه ؟ ماذا تمثل لنا في عقيدتنا في ديننا في حياتنا حتي تدفعنا إلي الدفاع عنها ؟
القدس فى اعتقاد المسلمين
القدس فى الاعتقاد الاسلامي، وفي حس المسلمين لها مكانة دينية مرموقة، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو اجماع الامة كلها من أقصاها الى أقصاها : فهي عند المسلمين القبلة الأولي للمسلمين وهي أرض الإسراء والمعراج وهي ثالث المدن المعظمة التي قال النبي ( ص) : لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا وهي أرض النبوات والبركات قال الله عنها : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . وهي أرض الرباط والجهاد قال عنها النبي ص : فيما يروى عن أبي أمامة الباهلي عن النبي (ص) أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم، الا ما أصابهم من لأواء (أى أذى) حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك “، قالوا: وأين هم يا رسول الله ؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
، ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عنها، والغيرة عليها، والذود عن حماها، وحرماتها ومقدساتها، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها، ورد المعتدين عليها.
ولقد أفتى العلماء المسلمون بأنه إذا احتل شبر واحد من أرض المسلمين وجب على أهل البلدة أن يدافعوا عنها فإن لم يستطيعوا وجب علي كل المسلمين أن يخرجوا للدفاع عنها وأخذها من يد العدو وردها إلي المسلمين .
زيادة علي ذلك هؤلاء الذين يقتلون في غزة أليسوا مسلمين أليسوا ينطقون بكلمة التوحيد إنهم رفعوا لواء الجهاء للدفاع عن هذه الأرض وهذه المقدسات إليس من الواجب أن ندافع عنهم لقد قال رسول الله ( ص ) :
(( المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً )) وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(( مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم ، لا يَظْلِمهُ ، وَلاَ يُسْلمُهُ . مَنْ كَانَ في حَاجَة أخيه ، كَانَ اللهُ في حَاجَته ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً ، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بها كُرْبَة مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(( المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمُ ، لاَ يَخُونُهُ ، وَلاَ يَكْذِبُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالهُ وَدَمُهُ ، التَّقْوى هاهُنَا ، بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخَاهُ المُسْلِم )) رواه الترمذي ،
(( لاَ يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لنَفْسِهِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
كل هذا يدفعنا للدفاع عن هذه الأرض وبذل النفس والنفيس من أجلها .
ليس لليهود حق في فلسطين :
وأرض فلسطين كلنا يعلم جيدا أن اليهود ليس لهم حق فيها بل إنهم إغتصبوها من يد الفلسطينيين بمساعدة الأعداء والخونة من المسلمين والعرب.
وأنا أذكركم ببعض التواريخ حتي تزيد الحقيقة عندكم وضوحاً أكثر واكثر :
في سنة 1897 عقد المؤتمر الصهيوني الأول في سويسرا ودعي فيه إلي إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
في سنة 1917 كان وعد بلفور الذي أعطى الحق لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين .
في سنة 1947 كان قرار التقسيم الذي قضي بتقسيم فلسطين إلي قسمين قسم لليهود وقسم لشعب فلسطين وكان هذا تمهيد لقيام اسرائيل سنة 1948. أي أن اسرائل واليهود لم يكونوا في هذه الأرض بل إنهم إغتصبوها
سنة 1967م قامت اسرائيل بعدوانها الغاشم واحتلت القدس والضفة الغربية وغزة .........ومن يوم أن نزلت واغتصبت أرض فلسطين ووضعت قدمها النجسة علي هذا الأرض الطاهرة وهي تقوم كل يوم بالقتل والهدم والتشريد والإغتصاب والحبس والسجن والحصار لهذا الشعب المسكين الضعيف الذي لا يجد من يقف بجانبه من أجل تحرير أرضه ووطنه ليسعد بالحرية التي كفلها الله لكل العباد وليهنأ بحياة أمينة كما تعيش باقي الشعوب .
فقام فريق من اهلها وقال إن الحل لكي نتخلص من هذا العدو ومن الإحتلال أن نجلس معه علي طاولة المفاوضات ونتفاوض معه وجلسوا مع العدو مع اليهود مئات المرات وأخذوا العهود والمواثيق مئات المرات ولكن العدو ليس له عهد ولا ذمة من خلا الواقع ومن خلال كلام الله عز وجل ألأ تصدقون الله ألا تصدقون كلام الله : أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) البقرة ...., بل إنهم يجلسون علي طاولة المفاوضات ومن ناحية إخرى يقتلون في هذا الشعب المسكين .
ما الحل ؟ ماذا يفعل هذا الشعب المسكين ؟ هل يظل يضحك عليه ويضرب على أم رأسه بالأحذية ؟ إلى متى ؟ ما الحل ؟ ما لطريق لتحرير الأرض ؟ ما لطريق للتخلص من هذا العدو الغاشم الذي يقتل الأبرياء ؟
طريق المفاوضات مش نافع غير ناجح.....
فقام قوم آخرون أبطال شجعان أمثال عز الدين القسام وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم من كل الفصائل المجاهدة وقالوا إن الحل هو المقاومة , مقاومة المحتل مقاومة المعتدي المتغطرس , الحل هو أن أدافع عن نفسي عن وطني عن أرضي عن عرضي عن اولادي حتى ولو ادى بي هذا الأمر إلي فقد الروح والنفس والمال
الحل كما قال الله عز وجل :
-إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي -التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة
-وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة 190]
-وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ [البقرة 191]
-وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة 193]
-كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة 216]
-قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) آل عمرن .
قام هؤلاء وهم يعلمون أن ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة ... وأخذو يدافعون عن أرضهم وحقهم ووجودهم وحريتهم والعدو الغاشم بمساعدة امريكا ومن وراءهم من الخونة من العرب والمسلمين لا يعجبهم هذه المقاومة لأن هذه المقاومة تقف شوكة قوية في طريق تحقيق مخططاتهم اللعينة التي يريد بها القضاء ليس علي أهل فلسطين وحدهم بل إنهم يريدون القضاء علي الإسلام والمسلمين من علي وجه الأرض بل إن لهم مخطط كلنا يعرفه كتب علي الكنيست الإسرائيلي بأن دولتهم من النيل إلي الفرات . واستخدموا في سبيل تحقيق مخططهم اللعين كل الوسائل والسبل من القتل بالدبابات والصواريخ المحرمة دوليا وطائرات الأباتشي وإف ستة عشر والسجن والقتل والتدمير وإقامة المغتصبات علي أرض الفلسطينيين وإحراق المزارع وقتل قادة المقاومة والإغتيال إغتال الشيوخ والنساء والاطفال والرجال والشباب , إلي جا نب ذلك الإعلام المضلل الذي يقلب الحقائق ويجعل الخطأ هو الصواب والعدو هو الصديق , كل هذه الوسائل بفضل من الله ما استطاعت ان تقضي علي هذه المقاومة .......فبدؤا يفكرو في وسائل جديدة فقاموا بالحصار الغاشم الذي فرض علي أهل غزة حصار لغاية الآن سنتين لا يدخل طعام ولا شراب لا كهرباء لا مياه لا دواء لا صرف صحي ...... تخيل معي هذه الحالة التي مر بها شعب غزة المسكين والعالم سكوت لا يتحرك وبفضل من الله ماستطاعوا أن يقضوا علي هذه المقاومة وفي نهاية أمرهم قاموا بحرب غاشمة ظالمة جهولة هجمة بربرية وحشية بترسناتهم الحربية وضربوا هذا الشعب الغزاوي المسكين الضعيف الذي أنهكه الحصار طيلة سنتين كاملتين بمساعدة الخونة من العرب والمسلمين والعالم سكوت يشاهد ما يحدث ولا احد يتكلم أو يتحرك الكل يشجب يدين يستنكر .
ما ذنب هذا الشعب المسكين ؟ ماذا فعل وماذا جنى ؟ هل كان يتاجر بالمخدرات ؟ ماذنب الاطفال الذين يقتلون ؟
اتدرون ما هو الذنب الذي ارتكبوه : إنهم قوم وقفوا يدافعون عن أرضهم عن وجودهم عن حريتهم عن حقهم في الحياة قاموا وقالو لإسرائيل لا وألف لا قالوا لإسرائيل أنت إلى زوال وهذا وعد الله ووعد رسول الله ( ص ) .

بالله عليك لو دخل عليك عدو يريد أن يأخذ منك دارك وأن يقتل أولادك وان يغتصب زوجتك وبناتك وأن يستولي علي أموالك ماذا تقول له ؟
أتقول له تفضل إسترح إجلس حتى آت لك بنفجان من القهوة ثم نجلس لنتفاوض في هذا الأمر ونتناقش فيه. أم تدافع عن نفسك ...
هذا مافعلته المقاومة
ولكن الناس لا يعلمون بل إن الناس يتهمون هذه المقاومة بأنها هي السبب وعجبت لهؤلاء تركوا الجلاد وأخذوا يتهمون الضحية
ويلومونها علي دفاعها عن نفسها ...لقد ذكروني بكلب الغني الذي عض الفقير وقام الغني بالدفاع عن الكلب بواسطة عدد كبير من المحامين حتى أثبتوا بان الفقير هو الذي عض الكلب .
بالله عليكم هل تستوى المقاومة مع الإحتلال مع اليهود مع الصهاينة مع الأعداء
ثم أسألكم سؤالا آخر هل تعرفون حقيقة اليهود ؟ حقيقة الأعداء
حقيقة اليهود :
من الواجب على كل من يحارب عدوا: أن يعرفه على حقيقته معرفة محيطة ومستوعبة، بحيث يعرف جذوره وأصوله، ومقومات شخصية، واخلاقه وصفاته الأساسية، ومفاهيمه وقيمه وأحلامه وطموحاته، وكيف يفكر، وكيف ينفذ، وبمن يستعين من الناس، وبماذا يستعين من الوسائل، وما يجوز عنده وما لا يجوز، وما الذي يجمع شعبه وما الذي يفرقه ؟ وما الذي يحركه وما الذي يسكنه ؟ وماذا يملك من أسباب ذاتيه، وماذا يستطيع أن يجلب من أ سباب ذاتيه، وماذا يستطيع أن يجلب من أسباب ومعونات.. إلى غير ذلك مما يكشف العدو، ويعرف بحقيقته على ما هي عليه من قوة أو ضعف.
وأن لا أعرفهم لكم من كلامي بل أعرفهم لكم من خلال تعريف القرآن الكريم لهم :
قال تعالي :
{فبما نقضهم ميثقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية} [المائدة: 13].
{الذين عهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون (56)} [الأنفال: 56].
و الواقع يصدق القرآن بما نقضوه من الهدنات والاتفاقيات.و قوله: {لا يقتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر باسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى} [الحشر: 14].
فهم لا يقاتلون مواجه حرصا على حياتهم، كما قال تعالى: {ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة} [البقرة: 69] ولكن يختبئون وراء الحصون والحزاجز.. وهم في خلاف وتناقض فيما بينهم، ولكنهم قادرون على إخفائه، بحيث يحسبهم من ينظر إليهم من الخارج صفا واحدا، رغم أن قلوبهم شتى، ووجهاتهم متبانية.
و قال تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن إغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق} [آل عمران: 181].
فهذا يدل على تبجحهم وتطاولهم وقلة أبدهم، حتى مع الله جل جلاله.
و قال سبحانه: {ضربت عليهم الذلة أين ما ذقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباء وبغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا بكفرون بايات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (112)} [آل عمران: 112].
فهذا يدل على أن الذلة مضروبة عليهم أينما كانوا إى إذا اعتصموا بحبل من الله، فآمنوا حقا، أو بحبل من الناس يحمونهم كالأمريكان في عصرنا. وذلك جزاء كفرهم وقتلهم أنبياء الله. واستمرارهم على العصيان والعدوان.
ووصفهم القرآن بأنهم فئة لا تخضع إلا لمنطق القوة، حتى أمر الله تعالى ونهيه لا يدينون له ما لم تكن فوقهم قوة مادية قاهرة تجبرهم على الطاعة، وفي ذلك يقول القرآن: {و إذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما ءاتينكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (171)} [الأعراف: 171].
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)
و حديث القرآن عن القوم حديث طويل، ينبغي أن يراجع في مظانه من كتب التفسير القديم والحديث، وقد ألفت في ذلك كتب خاصة
[i][30].
و لقد قال بعض المفسرين قديما: كاد القرآن يكون لموسى وبني إسرائيل! وذلك لكثرة ما ردد قصتهم.
ومن يريد ان يعرف أكثر وأكثر عليه الرجوع إلي الكتب والتاريخ والواقع الذي يفضحهم أكثر وأكثر .
إذا من يسوي بين الجلاد والضحية مخطيء وقد جانبه الصواب ومن يسوي بين المقاومة والمحتل مخطيء أيضا ً .
شبهات والرد عليها :
بل إن العدو استخدم شبه أثارها بين الناس حتي يتخلي الناس عنهم ويتركوهم والجلاد وحدهم :
من هذه الشبه التي نسمعها وتتردد علي ألسنة كثير من الناس يقولون : إن الشعب الفلسطيني منقسم فيما بينهم ويقتلون بعضهم البعض فكيف ندافع عنهم لن نكون سببا في هذا الإنقسام وزيادة الفجوة بينهم .
وللرد علي هذه الشبهة أذكر لك مثال وهذا المثال يحكي لك حقيقة هذا الإنقسام
هذا المثل يحكي لنا قصة 2 من الاخوة لهم دار وجاء العدو ليحتل هذه الدار فقام أحد الأخوة بالدفاع عن بيته وقام الآخر بالخضوع والخنوع والعمالة لصالح العدو بل إنه قام بمساعدة العدو بإمداده بمعلوات عن اخيه ووصلت الدرجة لقتله وسجنه وحبسة ......
بالله عليكم كيف يأتلف الأخوان وأحدهما يطلب الدفاع عن وطنة والآخر يقف مع العدو , ثم يقوم الطرف العميل للعدو بإثارة الدعاية الكاذبة أنه حاول الصلح أكثر من مرة معه ولكن الطرف الآخر رفض ... نعم رفض الخضوع والمذلة للعدو رفض الخذلان والعار رفض أن يكون كأمثال عبد الله بن أبي بن سلول زعيم المنافقين .
هل فهمت المثال بعدما نجحت حماس في الإنتخابات وقامت بتشكيل حكومة إسلامية وجد الخونة أمثال عباس وزحلان ومن معه ان الأمر خرج من أيديهم فماذا يفعلوا قاموا بمحاولة عمل خلخلة في الشارع الفلسطيني وإثارة الشغب ومحاولة مساعدة الإحتلال لتكميل اهدافه وقامت بعض المناوشات بين الفريقين وقامت بينهم صلح وكان من بينها الصلح المعروف باتفاقية مكة المكرمة ولكن الخونة نقضوا العهد والمواثيق أكثر من مرة لأنهم يأخذوا الأوامر من اليهود فكيف يكون الإئتلاف كيف الصلح أأصطلح على أن أضع يدي في يد عدوى كيف أتصالح مع من وضع يده في يد القاتل المغتصب المحتل .

الشبهة الثانية يقولون هم باعوا أرضهم لليهود :
الرد عليها : هم لم يبيعوا ارضهم لليهود والحقيقة تقول بأن 1% من الشعب هم الذين باعو أرضهم إكراها وغصبا بضغط من اليهود أما الباقي فقد طردوا من أرضهم والدنيا تشهد على ذلك .
...................
فقه الأمة في حالة الأزمات والمصائب :
قد يقول احدنا إن الصورة بدأت تتضح لدي إذا ما هو واجبنا ما المخرج مما نحن فيه الآن ؟
هناك واجبات محددة :
1. فهم القضية فهما صحيحا وتوضيحها لناس بصورتها الصحيحة وبخاصة قضية المقاومة والجهاد والفرق بينها وبين الإرهاب وتوضيح للناس أن هذا هو طريق الأنبياء وعدم الإنجراف وراء الإعلام المضلل .
2. الوقوف بجانب هذا الشعب المسكين بالدعاء والتبرع والمقاطعة قال تعالي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)
3. التوبة والرجوع إلي الله والبعد عن المعاصي .
4. إشاعة روح البغض لليهود عند أولادنا وتعريفهم بالعدو الحقيقي
5. إشاعة روح الصبرالأمل والثقة في نصر الله .
تعالوا نستعرض بعض ما أنجزته المقاومة:
- رفض حالة اليأس والاستسلام والتطبيع، ودعاة الهزيمة.
إيقاظ القضية الفلسطينية من خلال أداء انتفاضة الحجارة.
- العودة إلى المطالبة بحقنا الأصلي في تحرير فلسطين من البحر إلى النهر (وهو أخطر ما يزعج الصهاينة).
- رد القضية إلى أصولها الإسلامية.
- تحقيق ميزان الرعب مع العدو في مرحلة العمليات الاستشهادية.
- انكفاء الصهاينة على النفس وانحسار مشاريعهم التوسعية في المنطقة عسكريًّا أو اقتصاديًّا.
- أزمات داخلية لدى الصهاينة (في الاقتصاد، وفي السياحة وفي الهجرة العكسية).
- لأول مرة يتخوف الصهاينة على وجودهم.
واليوم:
صمدت المقاومة ولم تنهزم..
خسائر المقاومة العسكرية لا تكاد تذكر، أما الخسائر المدنية فلا تؤثر في نتائج الحروب..
في ظل غياب مضادات الطيران، ظهرت الصواريخ..
وامتد مدى الصواريخ إلى 45 كيلو مترًا..
ونتحدى الصهاينة أن يسمحوا للمراسلين برصد الخسائر، وهم يخفون تمامًا الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى..
وأصبح مليون يهودي تحت مرمى الصواريخ، مهجرين أو في الخنادق..
وما زال لدى المقاومة مفاجآت إستراتيجية..
وعجز الصهاينة عن مقاومة الصواريخ رغم كل التقدم التكنولوجي..
وحصلت المقاومة على الصواريخ رغم كل الحصار..
أما الحرب البرية فحدث ولا حرج: الله أكبر..
مضى أسبوع والفئران الصهيونية داخل الدبابات في أشد حالات الرعب والخوف من المواجهة.

وقيادتهم تلجأ إلى تمويهات إعلامية بالحشد واستدعاء الاحتياط، لكنها لا تجرؤ على اتخاذ القرار، لأنها تعرف أنها اليوم سوف تواجه أصحاب العقيدة وأصحاب الحق الأصيل.

وهذه هي حقيقة الجيش الصهيوني الذي يخيف الماديين وأصحاب السلطان الذين لا يتقنون إلا قهر شعوبهم (أسد علىَّ وفي الحروب نعامة).
ولم يعد لدى الصهاينة إلا اللجوء إلى الأمم المتحدة التي لن تصدر إلا القرار الذي يطلبه الصهاينة ثم يوهمونا أن القرار كان بسبب (الضغط) الذي مارسته النظم العربية على (أمريكا وأوروبا)، فهل نصدقهم؟!.
أخوكم محمد صديق إمام وخطيب

التراحم والتسامح

التراحم والتسامح

العناصر :
ما معني التسامح والتراحم؟
أهمية التسامح والتراحم.
حث الإسلام علي التراحم والتسامح.
نماذج من تسامح المسلمين وتراحمهم..
بعض الشبهات والرد عليها.
مجالات التراحم والتسامح.
................................................................................
مقدمة:
أيّها المسلمون، في زمن الإحباط واليأس، في سنواتِ الشدّة والبأس، في عصر تقلُّبات القيَم والموازين، وفي أوقاتِ نَكس المبادئ والمفاهيم، في ساعات قعقعةِ السّلاح واسترخاص الأرواح، في زمنِ قهرِ الأقوياء للضعفاء واستطالة الأغنياء على الفقراء وتعالي المتكبرين على البسطاء، في موج هذه الحضارة ولُجَجِها، ما أحوجَ الأممَ إلى أن يرسوَ مركبُ حضارتِها على ضِفاف المبادئ النبيلة ، ويستوي فلكُها على جوديّ القيَم السامية الجميلة، فتضمَّد على تلك الضفاف المواجعُ والجروح، وتتسامى بنبيل صفاتِ النفس والروح . عباد الله - أن للحياة ركائز تعتمد عليها، وأسساً تنبني عليها، ومعاني سامية تناط بها المنافع والمصالح، ومن هذه المعاني العظيمة، والصفات الكريمة والمعاني السامية والمبادئ الأخلاقية السليمة التي تسعد بها الحياة وتسعد بها البشرية جمعاء ويتعاون بها الخلق فيما بينهم صفة أو خلق : ( الرحمة والتسامح ) . ما أحوج الأمة أن تتخلق وأن تتعايش بهذا الخلق العظيم وبخاصة ونحن في هذه الأيام .
¨ وبداية: ما معني التسامح والتراحم؟
إن الرحمة خلق اسلامي يدور حول الرقة والرأفة والود والعطف وإرادة إيصال الخير للناس وهي مأخوذة من اسم الله الرحمن والرحيم وجاءت منها صلة الأرحام التي تجمع الأهل والأقربون في مجمع الحب والإخاء ومنها رحم المرأة الذي يكون مركزا ومجمعاً ومكانا به يرحم الولد .,
أما صفة السماحة فإنها تدل علي السهولة واللين واليسر وطلاقة الوجة واستقبال الناس بالبشر والطيابة والجود والعطاء والكرم والسخاء .
وضدهما الشدة وغلظة القلب والعسر والجفاء .
ولاحظ معي أخي الكريم أن هذا هو معنى الرحمة والسماحة والإنسان منا لا يكفي أن يتصف بهاتين الصفتين وفقط بل لابد أن يتصف حقا بصفتي التراحم والتسامح فهاتان الصفتان هما صيغة مفاعلة , لابد للإنسان أن يتعايش بهما ويتعامل بهما مع الناس بل لابد أن يسود المجتمع جو من التسامح والتراحم . ولماذا ؟
أهمية التسامح والتراحم:
1. أولاً سبب إلى رحمة الله عز وجل في الدنيا والآخرة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) ((من لا يرحم لا يُرحم)).
2. ولأن الإسلام دين الرحمة، فتعاليمه جاءت لتحقيق الخير والعدل والرخاء والحق والسلام، والعبودية لله رب العالمين، ولدحض الباطل، واجتثاث جذور الشر، قال الله تعالى لنبيه : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]. فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك .....
3. ولأن الرحمة صفة كمال في المخلوق لابد أن يتعاطف بها الخلق فيما بينهم ، ويشفق القوي فيهم على الضعيف، فيحنو عليه بما ينفعه، ويمنع عنه شره، ويتوادُّ بها بنو آدم ففي الحديث: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) .
4. بل إن الإسلام شمل برحمته كل شيء حتى الحيوان البهيم وغيره؛ لأنه دين الرحمة والعدل والسلام وأمر المسلمين بالتمسك بالرحمة في أرفع معانيها، عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله فمسح ذفراه، فسكت، فقال: ((من رب هذا الجمل؟)) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: ((أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟! فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبه)) [رواه أحمد وأبو داود].

فيا أيها المسلمون، ما أحوج البشرية إلى هذه المعاني الإسلامية السامية، وما أشد افتقار الناس إلى التخلق بالرحمة التي تضمّد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، ولا سيما في هذا العصر، الذي غاضت فيه الرحمة من أكثر الخلق، فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حث الإسلام علي التراحم والتسامح:
من أجل هذا كله وغيره حث الإسلام التراحم والتسامح وجعله من دلائل الإيمان الكامل :
¨ من روضة القرآن :
ü قال تعالي : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) محمد
ü ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) البلد
ü وَقالَ تَعَالَى : { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ } [ الضحى : 9-10 ]
ü قَالَ الله تَعَالَى : { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 215 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينهِ فَسَوْفَ يَأتِي اللهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ } [ المائدة : 54 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ } [ الحجرات : 12 ]
ü قَالَ الله تَعَالَى : { وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنينَ } [ آل عمران : 134 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأعْرِضْ عَنِ الجَاهِلينَ } [ الأعراف : 199 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [ فصلت : 34-35 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { وَلَمنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }.
ü قَالَ الله تَعَالَى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلينَ } [ الأعراف : 199 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [ الحجر : 85 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ } [ النور : 22 ] ، وقال تَعَالَى : { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ } [ آل عمران : 134 ] ،
ü وقال تَعَالَى : { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } [ الشورى : 43 ]
¨ من روضة السنة النبوية :
ü عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- « الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ ». لَمْ يَقُلْ مُسَدَّدٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-. رواه أبو داوود في سننه (صحيح )
ü عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ -صلى الله عليه وسلم- صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ يَقُولُ « لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِىٍّ » رواه أبو داوود في سننه (حسن )
ü عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَرْوِيهِ - قَالَ ابْنُ السَّرْحِ - عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا ». رواه أبو داوود في سننه (صحيح )
ü عن أبي هريرة قال : أبصر الأقرع بن حابس التميمي النبي صلى الله عليه و سلم يقبل الحسن بن علي فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم : ( من لا يرحم لا يرحم ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
ü عن أنس ( أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
ü عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
ü عن أبي هريرة قال : أبصر الأقرع بن حابس التميمي النبي صلى الله عليه و سلم يقبل الحسن بن علي فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم ؟ فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم : ( من لا يرحم لا يرحم ) . صحيح ابن حبان .
ü قال ( ص) : لن تؤمنا ختي ترحموا قالوا : يارسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة عامة . رواه الطبراني.
نعم فإن الرجل قد يهش لأصدقائه او أولاده بيد أن الأمر لابد أن يكون الأمر أوسع من ذلك , لابد أن يوسع بشاشته ومودته للدنيا كلها
ü وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطي عَلَى الرِّفق ، مَا لاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) رواه مسلم .
ü وعنها : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ في شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ )) رواه مسلم .
ü وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : بَال أعْرَابيٌّ في المسجدِ ، فَقَامَ النَّاسُ إِلَيْهِ لِيَقَعُوا فِيهِ ، فَقَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (( دَعُوهُ وَأرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ ، أَوْ ذَنُوباً مِنْ مَاءٍ ، فَإنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ )) رواه البخاري .
ü وعن أنس - رضي الله عنه - ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا ، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
ü وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رَجُلاً قَالَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : أوْصِني . قَالَ : (( لاَ تَغْضَبْ )) ، فَرَدَّدَ مِرَاراً ، قَالَ : (( لاَ تَغْضَبْ )) رواه البخاري .
ü وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ألا أخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّار ؟ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّار ؟ تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ ، هَيّنٍ ، لَيِّنٍ ، سَهْلٍ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
ü عن جابر - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحاً إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى ، وَإِذَا اقْتَضَى )) رواه البخاري .
ü وعن أَبي قتادة - رضي الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( مَنْ سَرَّهُ أنْ يُنَجِّيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ )) رواه مسلم.
ü وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، وَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِراً فَتَجَاوَزْ عَنْهُ ، لَعَلَّ اللهَ أنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا ، فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

نماذج من تراحم المسلمين وتسامحهم :
عن عائشة رضي الله عنها : أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - : هَلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ ؟ قَالَ : (( لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ، وَكَانَ أشَدُّ مَا لَقيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيْلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، فَلَمْ يُجِبْني إِلَى مَا أرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأنا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي ، فَلَمْ أسْتَفِقْ إِلاَّ وأنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ((2)) ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، وَإِذَا أنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبريلُ - عليه السلام - ، فَنَادَاني ، فَقَالَ : إنَّ الله تَعَالَى قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَد بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بمَا شِئْتَ فِيهِمْ . فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إنَّ اللهَ قَدْ سَمِع قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ ، وَأنا مَلَكُ الجِبال ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبِّي إلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ ، فَمَا شِئْتَ ، إنْ شئْتَ أطْبَقْتُ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ )) . فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن أنس - رضي الله عنه - ، قَالَ : كُنْتُ أمشي مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَبذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَديدةً ، فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَدْ أثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مُر لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ . فَالتَفَتَ إِلَيْهِ ، فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ . متفقٌ عَلَيْهِ .
وعن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة .
وهذا أبو عبيدة بن الجراح في مصالحته لأهل الشام صالحهم علي الإبقاء علي معابدهم وكنائسهم داخل المدن وخارجها مصونة لا يهدم منها شيء بل فرض علي المسلمين حمايتهم إذا اعتدي عليهم.
وهذا رسول الله ( ص) لما كان يقسم الغنائم جاءه رجل وقال اعدل فإن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله , فقال النبي صلي الله عليه وسلم ويحك فمن يعدل إذا أعدل خبت وخسرتُ إذا لم أعدل . وكاد الصحابة أن يقتلوه ولكن النبي رفض ( ص) .
عفو النبي وتسامحه عن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول مع سبه واستهزائه بالرسول ( ص) .
عفو سيدنا أبو بكر عن مسطح بن أُثاثه لما تكلم في عرض السيدة عائشة في حادثة الإفك مع أنه كان يعيش علي إحسان سيدنا أبو بكر فلما سمع أبو بكر كلامه حلف أن يترك الإحسان عليه فنزل قول الله تعالى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) النور فعاد أبو بكر بعطائه الاول قائلاً إني أحب أن يغفر الله لي .
بعض الشبهات والرد عليها :
وقد يقول البعض إن القصاص ليس فيه دليلا علي الرحمة ؟
الجواب : إن الإسلام هو دين الرحمة ولكن رحمة فيها عقل وتعقل وفيها عدل ونظام نعم إنها عاطفة ترعى حقوق الآخرين , إن منظر قطع اليد والجلد يستدعي الشفقه والرحمة ولكن إذا علمت أن هذا من تقطع يده سرق أموال الناس وأخافهم وأرعبهم وهذا الذي يجلد مثلا لشرب الخمر وسكره واعتدائه علي الناس بسكره لقمت معهم بالقطع والجلد , هذا من ناحية ومن ناحية أخري فمعاقبة هؤلاء المجرمين فيها أمان لكل الناس ولذا قال ربنا : ولكم في القصاص حياة ... البقرة
شبهة ثانية : قوله تعالى : أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين , أشداء علي الكفار رحماء بينهم , هذه الآيات ذكرت الشدة في سياق الحديث عن الرحمة إذا فليس هناك فائدة للرحمة
الجواب إن الإسلام أمر بالرحمة لكل المخلوقات ولكن هناك أنساس أشر علي البشرية بل هو خطر عظيم علي البشرية فيكون من الصالح للمجتمع ان يمنع هذا عن شره وخطره ويكون هذا رحمة بالمجتمع كله .
مجالات التراحم والتسامح :
والآن جاء وقت التطبيق:
هناك مجالات كثيرة تدخلها الرحمة والتسامح :
الرحمة بالوالدين بأن تحسن إليهم وتبرهم قال تعالي: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء
الرحمة بالأقارب وصلة الأرحام بأن تصل هذه الرحم ولا تقطعها وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء
الرحمة بالأطفال بأن تعاملهم معاملة حسنة وتربيهم على النهج الإسلامي : فعن أبي هريرة قال : أبصر الأقرع بن حابس التميمي النبي صلى الله عليه و سلم يقبل الحسن بن علي فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم : ( من لا يرحم لا يرحم ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
عن أنس ( أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم ) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
الرحمة بالنساء بالمعاشرة بالمعروف : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) النساء
الرحمة بالخدم أن نعاملهم معاملة طيبة
الرحمة بالحيوان بأن لا نشق عليه ولا نحمله ما لا يطيق : دخلت مرأت النار في هرة .....
الرحمة بالعصاة بأن نأخذ بأيديهم إلي طريق الله والجنة قال تعالى : كذالك كنتم من قبل فمن الله عليكم.
التسامح والتراحم بين المسلمين
الرحمة بجسدك فلا تطعمه إلا من حلال وإياك والمحرمات وبخاصة السجائر وماشابهها .
الرحمة بالمسلمين المستضعفين المضطهدين في كل مكان وخاصة إخواننا في فلسطين وغزة بأن ندعوا لهم ونجاهد معهم بأموالنا ونقاطع منتجات عدوهم.
الرحمة بالمساكين والفقراء واليتامى : وَقالَ تَعَالَى : { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ } [ الضحى : 9-10 ]

خلق العزة



العزة للإسلام والمسلمين
الشيخ محمد صديق إمام وخطيب



العناصر :
· ماذا تعني كلمة العزة ؟...
· حرص الإسلام علي غرس العزة والكرامة في نفوس أتباعه
· أثر الشعور بالعزة الإسلامية .
· نماذج من العزة ( ربعي بن عامر , ماشطةُ بنتِ فرعون , عمر بن الخطاب .......
· ما سبب هذه الذلة والخذي والعار الذي أصاب الأمة في هذه الأيام ؟
· ما السبيل لرجوع العزة للأمة من جديد ومن أين تُستمد الأمة عزتها ؟
· هذه سنة الله في كونه , ونصر الله قادم .
.......................................................
أيها الحبة الكرام :
· أولا : ماذا تعني كلمة العزة ؟
كلمة تدل علي القوة والغلبة والقهر والشجاعة والكرامة والظهور والنصرة والأنفة والقدرة علي الأعداء وهي حالة مانعة للإنسان من أن يغلب كما جاء تعريفها في كتاب المفردات للراغب الأصفهاني . وهي مأخوذة من اسم الله العزيز .
وهي ضد الذلة والمهانة والضعف والخذي والعار والاستكانة والوهن .
ولقد جاءت هذه المعاني واضحية وجلية في سورة النساء عندما قال الله تعالي :
بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)
إنهم اتخذوا الكافرين أولياء من دون الله ومن دون المؤمنين رغبة في الحصول علي النصرة والمنعة والقوة ظنا منهم ان الكافرين سينصرونهم سيمنعونهم لكن ليس هذا هو طريق العزة والكرامة إن هذا هو طريق الخزي والعار والذلة والمهانة أن تتجه إلي أعداء الإسلام وتضع يدك فيأيديهم وتساندهم وتقف بجوارهم وتمد لهم يد العون .... ولكن من اين نحصل علي العزة ؟ إنها من عند الله وحده فإن العزة والمنعة والنصرة والقوة والغلبة من عند الله إنها لله يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده كل شيء إنه علي كل شيء قدير.
قال تعالى : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)
، وقال تعالي: مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [فاطر:10].
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون
إيها الاحبة الكرام هذا هو معنى العزة وهذا هو الطريق الوحيد للعزة والكرامة للرفعة للقوة للغلبة على أعداء الإسلام . بل لابد أن يعيش المسلم بهذا المعني ويتربى عليه .
· ولقد حرص الإسلام الكريم علي تربية اتباعه وتنشئتهم علي هذا المعني العظيم الذي لابد للامة أن تحيى به من جديد فانظر معي إلى هذا التوجيه الرباني في سورة المائدة :
¨ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54).
¨ بل أنظر :
¨ قال تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ....
يا امة الإسلام انتم خير الامم أنتم خير الناس أنتم أفضل الناس ...هكذا يريد القرآن من ابنائه ...
¨ {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }
¨ { وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج }
¨ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ... محمد
¨ وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) يونس
¨ ولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا . آل عمران
¨ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) آل عمران
¨ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين . المنافقون
¨ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46].
هكذا يريد الإسلام الكريم من اتباعه ان يعيشوا بهذا المعني المعنى العظيم وكأنه يقول للمسلم أيها المسلم : ارفع رأسك لا تهن لا تحزن مما يحدث لا تضعف انت الأعز أنت صاحب القوة والنصرة مهما حدث لك مها تكالب عليك الأعداء فارفع رأسك دائما لا تركع إلا لله رب العالمين أظهر دينك وكن عزيزا به واعتز به أمام العالمين ... أنت صاحب الرسالة الخاتمة , انت صاحب العقيدة الحقة لابد أن تمتلأ القلوب بأن ما جاء به الرسول هو الحق وما عداه هو الباطل وأن رسالته خير الرسالات ومنهجه أفضل المناهج وشريعته أكمل النظم التي تتحقق بها سعادة الناس أجمعين ,
أنا أعجب من المسلمين الذين يخجلون أن يظهروا بإسلامهم امام الناس أو ان يعرف أحد أنهم ينتمون إلي الإسلام, البنت تخجل ان تلبس الحجاب الزي الإسلامي , والرجل يخجل أن يربي لحيته .....
إيها المسلم مطلوب منك أن تظهر هذه العزة وهذه الكرامة للعالمين ....وقد يسأل أحدنا سؤلا ويقول ولماذا هي مطلوبة من المسلم ان يظهرها للعالمين ؟ مطلوبة لعدة أمور :
· أثر الشعور بالعزة الإسلامية :
1. إن اعتزاز المسلم بدينه الذي يحمله بين جنبيه يدعوه إلى إعلان هذا الدين على الملأ، يدعوه أن لا يسر إسلامه، ولا يسر صلاته، ولا يسر عبادته، بل يعلن ذلك على الملأ وعلى الناس، وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]. نريد من كل مسلم أن يشعر بهذه العزة؟ لأنه لو تملّك قلبه هذا الشعور فهذه العزة كافية لأن تجعله داعية للعالمين، يدعوهم إلى الهدى والرشاد، وهو موقن من جودة بضاعته التي يدعو إليها، ومن صلاحيتها لانتشال الناس وانتشال الملل الكافرة من الأوحال التي تلطِخ نفوسهم وتلطِخ قلوبهم ومجتمعاتهم. إن هذه العزة تجعله قائدًا لركب الإنسانية وإمامًا يُهتدى به ويُقتدى به. إن هذه العزة تجعله في مرتبة متقدمة يحمل الراية وينير الدرب للسائرين، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]. هذه العزة تجعله لا يخجل من انتمائه لأمة الإسلام، ولا يخجل من عقيدته وشريعته، ولا يخجل من أن يتحدث بلغته لغة القرآن، ولا يخجل من لباسه الشرعي، ولا يخجل من منظره الإسلامي الذي يخالف به الكفر وأهله.
2. لابد ان يكون للمسلم استقلالية وتميز عن غيره من غير المسلمين انت صاحب رسالة ومهة عظيمة أنت صاحب هداية للعالمين فلابد أن تكون في المقدمة وليس في المأخرة ولذلك لابد أن تحس وتشعر بهذه العزة التي أنت فيها ولذلك حرص الإسلام علي هذه الإستقلالية في أكثر من امر ( القبلة , عاشوراء , العيد , ..... .
3. إن المسلم إذا اعتز بدينه وشعر بهذه العزة وشعر بهذه القوة ـ والله ـ لو تمكن منه أعداء الإسلام كلهم فلن يستطيعوا أن يحصلوا منه على شيء؛ لأن هذه العزة موجودة في قلبه، ومهما فُعل به فالوصول إلى قلبه أمر مستحيل، وإن تمكنوا من جسده، ولو قطعوه إربًا إربًا، أما دينه وعقيدته وعزته فهي في قلبه، لا يخاف أحدًا إلا الله عز وجل.
· تعالوا نأخذ بعض النماذج التي تدل علي العزة والكرامة :
v ماشطةُ بنتِ فرعون، كانت ابنة فرعون الصغيرة لها ماشطة، أي: امرأة متولية أمر تمشيط شعرها، وكانت هذه الماشطة مؤمنة، ففي ذات يوم وهي تمشط بنت فرعون سقط المشط من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت البنت الصغيرة: بسم أبي؛ لأنها كانت تعتقد أن أباها هو الرب وهو الله؛ لأن فرعون قد رسخ هذه العقيدة عندها كما نشرها بين قومه، مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]، وكان يدّعي الألوهية، فقالت الماشطة: لا، بل الله هو ربي وربك ورب أبيك، فقالت الصغيرة: إذًا أخبر أبي بذلك، قالت: أخبريه، فأخبرت البنت أباها، فطلبها فرعون فسألها، قالت: نعم ربي وربك الله، فجاء بها فرعون على ملأ من الناس هي وأبناؤها الصغار، وقد أوقدت النار على قدر كبير، فأمسك بولدها الأول وأخذه من فوق كتفها وألقاه في القدر، فانمحى كالحبة، وسرعان ما تقطع وتمزق وذاب جسده، ثم أخذ بالثاني وهو يجر ويسحب ثوب أمه، وفعل به كالأول، فقالت له الماشطة: لي عندك طلب، قال: وما طلبك؟ قالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي في قبر واحد. الله أكبر، أي قوة في إيمان هذه المرأة؟! امرأة ضعيفة لكن باعتزازها بدينها وبقوة إيمانها وعزتها تتحدى أكبر طاغية في زمانه، ولم يستطع فرعون بكل ما أوتي من قوة أن يصل إلى قلب هذه المرأة، وإن تمكن من جسدها وأحرقها. وهكذا الإيمان يفعل في النفوس، وهكذا عزة المسلم بدينه وعقيدته، تجعله يقف في وجه قوى الأرض كلها، تجعله يتحدى كل أعداء الله؛ لأنه يعلم أنهم لن يصلوا إليه إلا بأمر الله عز وجل، فما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه.
v خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعه أبو عبيدة ليفتح بيت المقدس، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض في تلك المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا؟! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أَوّهْ، لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد، إنّا كنّا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.
v وهذا ربعي بن عامر ضرب مثالاً عجيبًا في العزة في معركة القادسية، عندما طلب رستم من سعد بن أبي وقاص أن يبعث إليه رسولاً يتفاوض معه قبل أن يبدأ القتال، فأرسل إليه المغيرة بن شعبة، فكان مما قاله لرستم: إنا ليس طلبنا الدنيا وإنما همنا وطلبنا الآخرة، ثم بعث إليه سعد رسولاً آخر، وهو ربعي بن عامر، فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والحرير، وأظهروا اليواقيت واللآلئ الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه، فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلاّ رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق تلك النمارق فخرقها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ قال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسَلَنَا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله، قالوا: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي. هذا الصحابي الجليل عاش العزة في أسمى معانيها، ربّى الإيمان عزته فغدت الدنيا حقيرة ومباهجها صغيرة والكبراء صغارًا لا يزنون مثقال ذرة.
هذه بعض النماذج من أجندة تاريخنا المجيد ولو تحدثنا وذكرنا أمثلة أخري ما وسعتنا الأيام والساعات وقد يسأل سائل ويقول ما بال هذه العزة اليوم أين ذهبت إين العزة وأين الكرامة ألهذه الدرجة وصلت الذلة والمهانة بالمسلمين بلدة صغيرة لم تتجاوز السبعين سنة تتحكم في دول العالم بضعة ملايين يتحكمون في المسلمين الذين بلغ عددهم مليار ونصف المليار ألهذه الدرجة تتمرغ أنوف المسلمين في التراب وتضرب الامة علي أم رأسها بالأحذية والأمة واقفة لا تتحرك أين جيوش المسلمين لا نسمع إلا الشجب والإدانة أين السادة وأين قادة المسلمين وأين أصحاب الكلمة أين الأحرار من هذه الأمة ألا يعرفونم إلا الكلام وفقط …. عار علي هذه الأمة التي لا تعرف طريق كرامتها وعزتها ,
وفي نفس الوقت الذي أرى فيه أن الأمة هنا تعيش وتتجرع كؤس الذلة والمهانة أرى هناك قوما رفعوا رؤسهم عالية شامخة تطاول السماء أبو أن يطأطؤا رؤوسهم إلا لله الواحد القهار هؤلاء القوم يعيشون حياة الكرامة حياة العزة حياة الشموخ حياة الرفعة حتي وهم في وسط المدافع في وسط الصواريخ يقدمون الشهداء تلو الشهداء ولا تزال رؤوسهم عالية , وقفوا وحدهم أمام أكبر قوة عالمية تساندها امريكا ومن مع أمريكا من الخونة والعملاء وهم مع كل ذلك صامدون صابرون مجاهدون لم يفروا من المعركة يقدمون التضحيات تلو التضحيات فهنيئا لكم أيها الأبطال أيها الشجعان والله لقد علمتمونا العزة والكرامة .
·
· ماسبب هذه الذلة وهذه المهانة ؟

1. حب النيا وكراهية الموت : قال صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها. قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)).
2. كثرة المعاصي والذنوب : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27) يونس
3. التخاذل عن نصرة المظلوم : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال : من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله عز و جل على رؤوس الخلائق يوم القيامة .
4. مخالفة أمر الله ورسوله : إن الذين يحادون الله ورسوله ألئك في الأذلين . , يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) القلم
5. ترك الجهاد في سبيل الله : عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ الإِخْبَارُ لِجَعْفَرٍ وَهَذَا لَفْظُهُ. صححه الألباني
6. الفرقة والتنازع والتشتت : وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46].

· ما السبيل لرجوع العزة والكرامة للأمة من جديد أو من أين تُستمد عزتها وكرامتها ؟
1. لابد أن تتربى الامة علي الجهاد والتضحية وعدم الركون إلي الدنيا فإنَّ ثمنَ الكرامةِ كبير، وتكاليفَ العِزّة غالية، وإنما تحيَا الأمَم بجهاد أفرادِها وتُنصَر بتضحياتِ رجالها، ولا خيرَ في أمّةٍ يوطَأ مِنَ العِدا أرضُها ويُداس مِنَ البُغاة حريمها، فتَركنَ إلى الإخناع والإخضاع والاستسلام والإخشاع، ولن تُحمَى الأوطانُ إلا بالتضحية والفداء، ولن تُصَانَ الذِّمار إلاّ بالجهاد والإِباء، ولا تقوم الممالِك والأمجادُ إلاّ على مركب العِزّة ومتنِ الكرامة، ورسول الله يقول: ((مَن قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قتِل دون دينِه فهو شهيد، ومَن قتِل دون أهلِه فهو شهيد))(4).
2. لابد ان نتخلي عن المعاصي ونرجع إلي الله عز وجل ونتمسك بسنة النبي ( ص ) تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابد ا كتاب الله وسنتي .
3. البعد عن الفرقة والتنازع والتشتت حتي في بيوتنا وبين بعضنا أذلة علي المؤمنين أذلة علي الكافرين.
4. التعاون فيما بيننا علي لانصرة المظلوم فإن العدو إذا انفرد بأحدنا ولم يجد نصيرا سينتهي من أخي ويأتي علي , انصر أخاك ظالما او مظلوما , لا يؤمن احدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه , ....
أيها الاحبة الكرام :
لا ننسي إن لله سننًا لا تتخلف، تجري على الأفراد كما تجري على الأمم، فيصيبهم الذل والهوان جزاء ما اقترفوا ولقاء ما قدموا، يسلط الله عليهم ما لم يكونوا يحتسبون، وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنْ اللَّيْلِ مُظْلِمًا [يونس:27].
ومن ناحية أخري أن الله يملي للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته , ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ,...
ولن تستعيد الأمة حقوقها ولن تنتصر على أعدائها إلا حين تبتغي العزة، والعزة لن تكون عند الكافرين، العزة تطلب من رب العزة وحده لا شريك له، مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [فاطر:10],,. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ [المنافقون:8].
ونصر الله قادم قادم لا محالة قال تعالى: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُواْ فِى الْحياةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الاْشْهَادُ [غافر:51].
وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

السبت، 9 مايو 2009

الدليل الشرعي حول الموعظة والكلمة عند المقابر
شبهة والرد عليها :
يدعي بعض الناس بأن الموعظة عند القبور بدعة لم يفعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم وأم ما فعله أنه جلس ولم يقف خطيباً ويقولون : ما دليلكم الشرعي حول الموعظة والكلمة عند المقابر ؟
............................
الإجابة :
بداية :
إن الموعظة والتذكير بالله تعالى أمر مطلوب من المسلم في كل مكان وزمان
قال تعالى : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) الذاريات
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... سورة آل عمران
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )) . رواه البخاري .
بل إن الموعظة علي المقابر لها طابع خاص حيث أن القلوب ساعتها تتعلق بالآخرة في خشوع وخضوع وتذلل لله رب العالمين فتكون الموعظة لها تأثير كبير آنذاك .
ومن هنا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يغتنم هذه الفرصة فيعظ أصحابه بكلماته المأثرة التي لها وقع علي القلوب ومن ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجنائز باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله : قال
حدثنا عثمان قال حدثني جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال :
كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه و سلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ( ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتب شقية أو سعيدة ) . فقال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال ( أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة ) . ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى } . الآية
الشرح :
( بقيع الغرقد ) مقبرة أهل المدينة والبقيع موضع من الأرض فيه أصول شجر والغرقد شجر له شوك كان ينبت في ذلك المكان بكثرة فأضيف إليه . ( مخصرة ) ما يتوكأ عليه من عصا وغيرها . ( فنكس ) خفض رأسه وطأطأ إلى الأرض . ( ينكت ) يضرب في الأرض . ( منفوسة ) مخلوقة . ( كتب ) قدر وعين . ( نتكل على كتابنا ) نعتمد على ما قدر علينا . ( أعطى واتقى ) أعطى الطاعة واتقى المعصية أي جاهد نفسه فبذل الطاعة واجتنب المعصية . ( الآية ) أي وما بعدها / الليل 5 - 10 / . وستأتي الآيات وشرحها في روايات الحديث

وقد سئل الشيخ ابن باز عن حكم الموعظة عند القبر ؟
فأجاب : لا بأس بذلك عند القبر قبل الدفن وليست بدعة ، وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث علي والبراء بن عازب رضي الله عنهما.
من مجموعة فتاوى ابن باز من ضمن أسئلة مقدمة لسماحته من الجمعية الخيرية بشقراء.
س : الأخ ع. م. من الزلفي يقول في سؤاله : هل يوجد دليل على مشروعية الوعظ عند القبر ؛ لأن بعض الناس ينكرون ذلك ؟ نرجو إفادتنا ، أعظم الله لكم الأجر والمثوبة.

وقد يدعي البعض بأن الوقوف عند القبر للموعظة بدعة لم ترد عن النبي صلي الله عليه وسلم وأن ما ورد أنه جلس ووعظ الناس ولم يقف خطيبا .
ونرد علهم بأن الموعظة فعلها الرسول عند القبر وذكر الناس بأمور الآخرة سواء كان ذلك واقفا أم جالساً المهم أن الموعظة عند القبر بأي صورة كانت وردت عن النبي صلي الله عليه وسلم ,
أما التشدد في كونه صلي الله عليه وسلم جلس ولم يقف أرى أن هذا تشدد ليس في موضعه وتعسف في فهم نص حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم .
والله تعالي أعلى وأعلم .